وَلِدَ أندرييڤ في 21 أغسطس 1871 في مدينة أوريل. بَدَأ شَغفُه في مرحلةِ شَبابِه بالفَلاسِفَة الألمان: شوبنهاور وإي هارتمان، وافتُتِنَ بنظرَتِهم إلى طبيعَةِ الحياة، واتَّبَع مَنهجَهم التَّشاؤُميَّ الَّذي يُعنَى بالحَكْي عن الحياةِ وآلامِها التي تُفرَض على الإنسان، وتَربُّص المَوتِ في نهايَةِ الطَّريق. بعدَ تَخرُّجِه في كُلِّيَّة الحُقوق بجامعة موسكو عام 1897، عملَ لِعِدَّة سَنواتٍ كمُساعِدِ محامٍ. بِهَدَفِ حَشدِ الرَّأي العام؛ قرَّر أندرييڤ القِيامَ برحلَةٍ إلى انجلترا وأمريكا؛ لمُساعَدَة روسيا، المُحتَضرَة آنذاك تحت حُكمِ البَلاشِفَة، خُطَّة لم تَكتَمِل في واقِعِ الأَمرِ؛ إذْ فاجَأَته المَنِيَّةُ بِسَبب قُصورٍ في القَلبِ في قرية نيفالا في فنلندا.
قطعة فضية! هذا حتى ليس ثمنًا عادلًا لقطرة واحدة من دمه! ولا لنصف قطرة من الدموع التي ستُسكَب عليه، ولا لربع تنهيدة من الآهات التي ستُطلَق من الحناجر لأجله!". هل خان "يهوذا" طمعًا أم انتقامًا؟ عن الشَّعرة الرفيعة بين الضَّحيَّة والجَلَّاد، والتساؤل الفلسفي المطلق عن الحب، وهل يَصِحُّ للمُحِبِّ حين يفقد مكانته أن يصبح عدوًّا! يقدِّم ليونيد أندرييڤ قصَّة "يهوذا الإسخريوطي" في رواية قصيرة عن حياة المسيح وحَواريه اليوميَّة، بعين "يهوذا" الساخطة التي تحلف بالوفاء، هاك مُبرِّراته، فهل تُصدِّقه؟